حل بديل للنِزاعات: التحكيم والوساطة في الأقاليم غير الإسلامية

حل بديل للنزاعات: التحكيم والوساطة في الأقاليم غير الإسلامية

 يظلّ حلّ النِزاع مسألةً عويصة بالنسبة إلى المسلمين الذين يعيشون في البلدان غير الإسلامية. وحلُّ النِزاعات الشخصية وفق الشريعة الإسلامية في العادة أمرٌ متيسّر للمسلمين في البلدان الإسلامية عن طريق الصلح الذي يتولاّه القاضي في المحكمة

، إذ حكمه ملزمٌ ونافذٌ؛ في حين أنّ غياب مثل هؤلاء القضاة في البلدان غير الإسلامية يترك المسلمين من غير هذا الخيار. ويُفاقِم هذه المشكلةَ الاعتقادُ المنتشرُ بأنّ الوسائل المقبولة فقط لإحرازِ حلٍّ ملزِمٍ للنِزاع بين خصمَيْن مسلمَيْن محصورةٌ في محاكم الدول الإسلامية دون غيرها. والوضع الراهن فيه ضرر على الزوجات المسلمات تحديداً في الزواج المتعسّف الجائر، إذ إنّه – والحالة هذه – يدَعُهُنّ بلا وسيلة لتصحيح أوضاعهنّ ضمن نطاق الشريعة الإسلامية

وسيُبدي هذا الملخصُ التحليلي أنّ المذاهب الفقهية الإسلامية المعتبرة تقدّم خياراتٍ ملائمةً ذاتَ صلة بالوضع الراهن. وسيعرض الجزء الأول من هذا الملخّص النماذج المتنوّعة لحلّ النِزاعات الشخصية التي تناولها الفقه الإسلامي الأصيل المعتبر. ثمّ يبحث الجزء الثاني من الملخّص قابليةَ تطبيقِ كلِّ نموذج، ويعرض خطة إستراتيجية محتملة لتطبيقه بطريقة تنسجم مع الشريعة ومع البيئة القانونية للمسلمين الذين يعيشون في البلدان غير الإسلامية، وتحترمهما. وفي الختام سيظهر جلياً كيف يمكن تطبيق ذلك على مشكلة الزوجات المسلمات العالقات في ورطة زواج متعسّف جائر